عميد شرطة (م) عمر محمد عثمان يكتب : العيد السبعون للجيش من ياتو ناحية؟

بسم الله الرحمن الرحيم
العيد السبعون للجيش: من ياتو ناحية؟
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
في هذا اليوم التاريخي ١٤ أغسطس ٢٠٢٤م ، نحتفل بالعيد السبعين لقوات الشعب المسلحة السودانية، التي كانت ولا تزال رمزًا للفخر والعزة الوطنية. منذ تأسيسها قبل سبعين عامًا، كانت هذه القوات عماد الأمن والاستقرار في السودان، وسجلت تاريخًا حافلًا بالبطولات والانتصارات في مختلف الميادين.
منذ نشأتها، خاضت قوات الشعب المسلحة العديد من المعارك والمهام الوطنية. لقد كانت دائمًا في الخطوط الأمامية للدفاع عن الوطن، وفي كل مرة، أثبتت أنها الحصن المنيع الذي يقف في وجه كل من يحاول المساس بتراب السودان.
في الذكرى السبعين، نحن لا نستذكر فقط الماضي المجيد، بل ننظر أيضًا إلى الحاضر الذي تجسد فيه قوات الشعب المسلحة أسمى معاني الشجاعة والصمود. اليوم، تواجه بلادنا تمردًا من مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية، التي تسعى لزعزعة استقرار السودان وتدمير نسيجه الاجتماعي. لكن، وكما كان الحال عبر التاريخ، فإن قوات الشعب المسلحة تقف بشجاعة وتصميم في مواجهة هذه التحديات، متخذة من تضحيات أبنائها وقودًا لمواصلة النضال من أجل الوطن.
إن قصة الشهيد الملازم أول محمد صديق، الذي واجه جنود المليشيا المتمردة بكلمات مليئة بالسخرية والشجاعة حين قال: “من ياتو ناحية؟”، ليست سوى مثال واحد من بين العديد من البطولات التي جسدها أفراد قوات الشعب المسلحة. تلك العبارة لم تكن مجرد كلمات، بل كانت تعبيرًا عن روح الصمود التي تعيش في قلب كل جندي وضابط في هذه المؤسسة العريقة.
وفي هذا العيد السبعين، نتوجه بالتحية والإجلال إلى كل فرد من أفراد قوات الشعب المسلحة، سواء أولئك الذين يواصلون الدفاع عن السودان في الميدان اليوم، أو أولئك الذين سبقوهم وأرسوا قواعد هذه المؤسسة الوطنية. إنهم جميعًا يستحقون منا كل الشكر والتقدير على تضحياتهم وبطولاتهم التي لا تنسى.
وفي ختام هذا المقال، ندعو الله أن يحفظ السودان، وأن يمد قوات الشعب المسلحة بالقوة والعزيمة لمواصلة مسيرتها في حماية الوطن. كل عام وقواتنا المسلحة بخير، وكل عام وسوداننا العزيز ينعم بالأمن والسلام.
١٤ أغسطس ٢٠٢٤م