مقالات

الفريق شرطة د هاشم علي عبدالرحيم يكتب عيد الكرامة والنصر والفتح المبين

بالحبر السائل

عيد الكرامة والنصر والفتح المبين

خطاب المدير العام للشرطة الفريق خالد حسان محي الدين الماحي بمناسبة يوم الشرطة العربية وأعياد الشرطة السودانية يعتبر بكل المقاييس خطاباً تاريخياً لامثيل له في السنوات المائة الماضية والتي كنت في اربعين منها إعلامياً شرطياً و مسؤولاً بنحو ما عن ضبط حساب زمن هذا الخطاب و بثه في المواعين الإعلامية المختلفة .
واذكر اننا كنا نراجعه مع المدراء العامين مرات ومرات حتي يتوافق مع الدقيقتان او الثلاث التي يتيحها لنا التلفزيون القومي في فترات بثه الإخبارية الرئيسة .
والذي جعل هذا الخطاب تأريخياً و متفرداً هذا العام والذي منحت فيه الشرطة الفرصة كاملة لتقول كلمتها و بالزمن الذي يكفيها هو هذا الظرف الذي تمر به البلاد، وهذه الأحداث الجسام التي تسببت فيها هذه الحرب الغادرة القذرة التي فُرِضت علي الجيش والشرطة ، وتمكنت الشرطة بخبرتها و حنكتها ورجالها الصناديد ، من خوض غمارها بكل إباءٍ وعزةٍ وشمم منذ يومها الأول كتفا بكتف مع إخوتها في القوات المسلحة .
في العام الماضي خاطب السيد الفريق اول عنان رد الله غربته وحفظه من كل سوء وجعل كل الأذى و التجريح الذي يتعرض له في ميزان حسناته ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلبٍ سليم . .خاطب عنان االداخل السوداني والمجتمع الدولي عبر خطابين الأول من الخرطوم والثاني من امريكا عبر منصة الإجتماع الجامع لقادة العالم الأمنيين… و الخطابان لم يتجاوز زمنهما مجتمعين الخمسة دقائق، الا انهما اديا الغرض ولم يُخِل اختصارهما بالمقاصد الكلية و أوصلا للمجتمع المحلي والدولي رسائل الشرطة المرحلية و استراتيجيتها التطويرية التي قطعت فيها شوطاً بعيداً ، وتناولها الأخ عنان في خطابه الثالث المرتجل الذي لم يكن مضمناً أصلاً في برنامج اليوم الختامي للإحتفالات بدار الشرطة وقد كان بحق من أقوى و أمتن و أشمل خطابات القادة الشرطيين علي مدي الازمان، حيث احصى فيه مخرجات اللجان و وِرَش العمل الشرطية التي حشدت لها قبيلة الشرطه برمتها متقاعدين وعاملين لمدة عام ونيف ولم يغادروا صغيرة ولا كبيرة في الشأن الشرطي الا احصوها و اعطوها حقها ومستحقها بحثاً ودراسةً وخرجوا بتوصياتٍ تأريخية بعضها الآن أوامر مؤقتة تمشي علي قدمين وبعضها ينتظر . واذكر انه ارسل في خطابه ذاك رسائل قوية لجماعة (مقطوع الطاري) بقوله : {هذه هي الهيكلة التي تحتاجها الشرطه لا هيكلتكم التي تبغون من ورائها تفكيك الجيش والشرطة لتعبيد الطريق امام اصحاب الاغراض والأجندة الساعين لتمزيق السودان وطمس هويته ونهب ثرواته} .
لقد قلنا في اكثر من ثلاثون منصة وقناة اعلامية ومنذ اليوم الأول لتمرد هذه المليشيا ونقول الآن ، أن الشرطة لم ولن تختفي فهي قوة نظامية محكومة بقانون لا يتيح لها ذلك وهي في الخدمه علي مدار اليوم ، والذي حدث هو أن الشرطة التي كانت متواجدة في مقارها وتقوم بواجباتها و التزاماتها الدستورية كقوة نظامية خدمية مهمتها تنفيذ القانون وحفظ النظام بكل حيدة ونزاهة ، هذه الشرطة تمت مداهمة مقارها بصورة ممنهجة و مقصودة منذ اليوم الاول للتمرد، حيث تمت مداهمة السجون و إطلاق سراح نزلائها من المحكومين و المنتظرين في كل السجون القومية والمحلية بولاية الخرطوم وبينهم محكومين بالإعدام ومنتظرين قيد المحاكمة وبعضهم ينتمي لقوات الدعم السريع المتمردة ، كما تمت مهاجمة أقسام الشرطة و نهبها و إطلاق سراح المنتظرين في حراساتها هذا فضلا عن مداهمة ونهب واحتلال الوزارة ورئاسة الشرطة وكل مقار القوات الشرطية المتخصصة دونما استثناء إداراتها و أقسامها و أفرعها في ولاية الخرطوم و اتخذتها المليشيا المتمردة مقار لإدارة قواتها .
ومعلوم أن الشرطة في كل الدنيا ليست مؤهلة لخوض الحروب ويتم تدريبها وتأهيلها للقيام بواجباتها المتمثلة في المحافظة علي أمن الوطن والمواطن وسلامة الأنفس والأموال والأعراض ومنع الجريمة واكتشاف مايقع منها وهذه الواجبات منصوص عليها في المادة (13) من قانون الشرطة و معلومٌ أيضاً أن الشرطة -وهي تقوم بواجباتها هذه – تستخدم القوة التي يتيحها لها القانون وفقاً لمقتضيات الأحوال بتدرج وحدود منضبطة يؤدي تجاوزها للمساءلة القانونية . و رغماً عن ذلك لم تقف الشرطة مكتوفة الايدي خلال هذه الحرب المفروضة قسراً علي الشرطة و حتى علي القوات المسلحة التي فوجئت بتمرد هذه المليشيا التي كانت و حتى اليوم الذي تمردت فيه فصيل من فصائل الجيش وكان قائدها نائباً لرئيس المجلس السيادي . نعم ظلت الشرطة تعمل في كل محليات العاصمة حتي تم إجبارها قسراً بواسطة المليشيا المتمردة علي مغادرة مقراتها الخدمية والجنائية في العاصمة وظلت مع هذا تعمل كقوات احتياطية مساندة للجيش و دونكم شرطة الولايات جميعها باستثناء بعض ولايات دارفور وقد بذلت الشرطة و مازالت مجهودات جبارة اسهمت بصورة فاعلة في استتباب الامن ، وتقديم الخدمات الشرطية جميعها لطالبيها من خلال النوافذ البديلة و المطورة و المستحدثة حتي ان رئاسة الشرطه انشأت مصنعاً للوحات المرورية ببورتسودان و مصنعاً للجواز الإلكتروني بالبحر الاحمر وثانٍ سيفتتح خلال أيام بالجزيرة . و قامت الشرطة ايضاً بإنشاء عدد من المواقع و المنصات لتلقي بلاغات المواطنين الذين نهبت مكاتبهم و متاجرهم و مساكنهم و سياراتهم وحتى هواتفهم السيارة وتمكنت من خلال نقاطها و ارتكازاتها الحاكمة و أعمالها البحثية من القبض على أعداد كبيرة من المجرمين المتهمين في بلاغات النهب والسرقة و الإتلاف ووضعت يدها علي كميات كبيرة من المركبات و الاموال المنهوبة من البنوك والمساكن والاسواق .
وكما ترون الآن فإن شرطة ولاية الخرطوم انتشرت في كل المواقع التي دحر فيها التمرد وتم تمشيطها بواسطة القوات المسلحة ومن أمثلة ذلك محلية كرري التي باشرت فيها الشرطة أعمالها الامنية والجنائية والخدمية
و ختاما حريٌ بنا في هذه الأعياد أن نرفع القبعات إجلالاً وتقديراً لهذه القيادة الصابرة المحتسبة التي قدمت كل الممكن وكثير من المستحيل لينعم الوطن كله بالامن والاستقرار .
التحية والتقدير و الإمتنان لشهداء الشرطة تقبلهم الله في أصحاب الجنة ، والتحية للجرحى والمأسورين شفاهم الله و فك اسرهم .
والتحية والتقدير للإدارة الماليه للداخلية والشرطه التي جعلت المستحيل ممكناً ووفرت كل ماتحتاجه الشرطة من معينات فنية ولوجستيات واستحقاقات.
والتحية لكل القادة مساعدي المدير العام في الجمارك والدفاع المدني والسجون والحياة البرية والإدارات الشرطية الخدمية المرور والجوازات والسجل المدني والادارات التأمينية والاخري المتخصصة في الشأن الجنائي وكل الضباط والصف والجنود وتحية خاصة لقوات الاحتياطي المركزي وشرطة الولايات والمؤسسة الاعلامية الشرطيه.
التحية والدعوات المباركات للاخ اللواء سايرين الذي صادف تعيينه هوي القبيلة الشرطية كلها ،والتحية لكل قادة الشرطة السابقين الذين قدموا الكثير للوطن والشرطة ولم يستبقوا شيئا.
والتحية و الإعزاز والتقدير للفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد الاعلي للشرطة و اخوته في السيادي وقيادات الجيش والاعلام السيادي القوي ،الذين قادوا معركة الكرامة ضد كل قوات العدو بمتمرديها و طوابيرها ومرتزقتها بقوة وصبر واحتساب ، الي نصر هو الآن قاب قوسين او ادني.
ونلتقي

فريق شرطة دكتور:
هاشم علي عبد الرحيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى