بيان حول نهب و تاريخ السودان المادي عبر إستهداف ممنهج لمحو ذاكرة الحضارة السودانية
أصدرت منظمة النيل للثقافة والإعلام والسياحة
بياناً مطولاً تُعبر حول نهب و تاريخ السودان المادي عبر استهداف ممنهج لمحو ذاكرة الحضارة السودانية .
اليكم تفاصيل البيان :
الصور الصادمة التي شاهدناها عبر الأقمار الصناعية أظهرت الوجه الآخر من هذه الحرب التي تشن ضد المواطن السوداني لتستهدف ليس فقط ارواحه أو ثرواته بل هو استهداف ممنهج لمحو ذاكرته التاريخية و اسهامه الحضاري عبر الزمن ..
و لعل نهب محتويات المتحف القومي و متحف الخليفة و عرضها في مزادات عالمية قبل حتى ان تغادر حدود العاصمة الخرطوم يبين مدى لصوصية المليشيا المتمردة و من خلفها عصابات الذهب و الآثار التي تعتدي و تغتصب بقوة السلاح حتى على تاريخ و ممتلكات و إرث الشعب السوداني الأصيل .
يجب على السلطات الا تدخر جهدا في التعاون مع السلطات الأمنية في دولة جنوب السودان بالمزيد من الرصد و القاء القبض على تجار و لصوص الآثار لا سيما بعد رصد عدد من القطع الأثرية و هي تعرض كسلع .
و هنالك متاحف أخرى تعرضت للنهب و التفريغ من محتوياتها فقد رصدنا إفراغ و سرقة محتويات متحف الخليفة في ام درمان الغني باثار الدولة المهدية بالإضافة لمتاحف القصر الجمهوري و الجزيرة و سنار و نيالا التي كانت تحضن جميعها آثار و مقتنيات لا تقدر بثمن .
ما يهم في الوقت الحالي تفعيل قوانين حماية الآثار و لا بد من توجيهات مباشرة من وزارة الداخلية بضروة تكثيف العمل على حماية الآثار في المناطق الآمنة فهي عرضة أيضا للنهب و التخريب .
و من المعروف ان مثل هذه القطع الأثرية التي يعود بعضها لأكثر من سبعة الاف عام قبل الميلاد ، يمكن أن تصل عبر مافيا الآثار إلى السوق العالمي و المتاحف العالمية الأمر الذي سيعقد من طرق استردادها في المستقبل.
لدينا العديد من الآثار المعروضة في متاحف أوربا التي اما خرجت ( اهداء أو شراء أو تهريب ) مثل متحف اللوفر في باريس و متحف برلين و الفاتيكان و لعل اخر حملة أطلقت قبل اندلاع الحرب كانت تهدف إلى استرداد تابوت و مقتنيات الملكة أماني ريناس الموجودة في متحف الفاتيكان ولم تكلل بالنجاح .
و يعتبر امر استرداد الآثار و الممتلكات عملية معقدة تعتمد على مدى قوة العلاقات بين البلدان و التعاون الدولي مع المنظمات الدولية المهتمة بالتراث الإنساني و في إطار التحرك القانوني و جهد الحكومات و اطلاق الحملات بقيادة خبراء الآثار بناء على خطة تضعها الدولة و تشرف عليها مباشرة عندها يمكن أن تسهم هذه المجهودات في استرداد بعض القطع المنهوبة .
و المؤسف بأنه لا توجد احصاءات و أرقام رسمية من الجهات ذات الاختصاص حول عدد القطع الأثرية المنهوبة أو المعروضة في المتاحف و الأسواق العالمية خصوصا مع التكتم و عدم توفير المعلومات لاجهزة الإعلام حتى قبل اندلاع الحرب ، فقد ظل قطاع الآثار و السياحة يعاني الإهمال و يتذيل قائمة الأولويات لدى الدولة .
و على صعيد إنقاذ و حماية الآثار تم حفظ تغليف 1700 قطعة أثرية و حفظها في ملاجئ آمنة تحسبا لأي خطر قادم و ذلك تحت اشراف اليونسكو و مجهودات الهيئة القومية للاثار و المتاحف التي اتخذت التدابير اللازمة بالنسبة لحماية آثار كانت تعرض في متاحف اخرى بالمناطق الآمنة.
هذا و قد أطلقت اليونيسكو نداء للجمهور والأفراد العاملين في تجارة السلع الثقافية في المنطقة وفي كل أنحاء العالم إلى الامتناع عن حيازة ممتلكات ثقافية من تخص السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقلها.
بدورنا كمنظمات وطنية تسليط الضوء و دق ناموس الخطر و تنبيه السلطات في الدولة بضرورة حماية مقدرات و ثروات الشعب السوداني التي تضررت بصورة كبيرة و نناشد جميع المهتمين بالعمل معاً على حماية تراثنا و هويتنا التي تتعرض لتدمير ممنهج غير مسبوق و واسع النطاق .
منظمة النيل للثقافة و الإعلام و السياحة