علي النعيم يكتب : الشرطة السودانية : حكمة القيادة والسمؤ نحو الريادة

الشرطة السودانية : حكمة القيادة والسمؤ نحو الريادة
تتكئ الشرطة السودانية علي تاريخ وطني ساطع ناصع و مشرف ضارب في جذور قيم وقدم التاريخ الوطني السوداني. حيث مر من هنالك قادة أفذاذ رسموا لنا بطولات وملحمات تئن عن حمالها وتسطيرها دفاتر التاريخ ومدونات التوثيق والرصد . بطولات وقصص وتضحيات لو (نجرت) الأشجار أقلاما والبحار مدادا لما أحصتاها عددا. كان (إضراب البوليس) الشهير في العام 1951 وما سطره من رمزية ومحتوي وطني وسياسي كان سببا و نواة لكثير من بدايات العمل النقابي والعمالي والوطني آنذاك. والذي سار ذات درب النضال رافضا وصايا المستعمر باحتلال بلاده وإستغلال موارده من المال والرجال .من هنالك كانت البداية والشرارة من أولئك القادة والتي امتدت جذوتها إلي عند جيل الأبطال الحاليين. حيث كانت ومازالت بذات خطي السير وأنفاس المسير بروح وطنية وسودانية قارعت كل الإحن و وقفت سدا منيعا امام كل المحن التي مرت بالبلاد. أو كالتي يمر بها الوطن الآن من حرب ضروس فرضت علينا فرضا فقضت علي أخضر الزرع ولين الضرع ويابس المرعي وثرواتنا الكبيرة. وأوقفت ماكينات الانتاج وهجرت المواطنين ودمرت المساجد والمعابد والكنائيس وغلقت ابواب أسباب الحياة والعيش الكريم لكل مواطن سوداني وقالت له هيت لك. ولكنها لا تدري أن الشرطة السودانية كانت حاضرة في ذات الموعد المضروب لامتحانات البلاء ذلك بالجلد والصبر والرجال،تقدم الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجريح ولن يهداء لها بال ولن يغمض لها جفن حتي يعود الأمن والأمان لكل اسرة ولكل بيت ولعموم ربوع السودان. دفعت الشرطة السودانية ثمن غبن وغباء التمرد الغاشم والذي بداء بالاعتداء علي مقراتها وأقسامها ومكاتب خدماتها التي تقدمها للجمهور بل طال حتي بيوت الضباط والمجمعات السكنية ، طال الدمار المركبات والرئاسات ومواقع بسط الامن الشامل وهي كما يعلم الجميع مناطق خدمية تخدم الشعب وتلبي احتاجته من خدمات مختلفة وعادة لا تسلح بعتاد الحرب ومتقدم التسليح لان جل مهامها لا يتطلب ذلك .ولان الشرطة تجيد تغير (خطة اللعب) وقلب المحاور و(محاورة) الظروف فقامت بتبديل مقدمة الجند بمؤخرته (علي اليمين طابور تشكيل) وعادت بقوة وشراسة ادهشت العدو ونالت استحسان الصديق وهي تقاتل جنبا إلي جنب مع الاخوان في القوات المسلحة. حيث سطر ابطال قوات الاحتياطي المركزي (ابوطيرة البفك الحيرة) صور ملحمية سيذكرها التاريخ يوما بعد يوم ،وقاتل ضباط وجنود السجل المدني بقتال اكثر إيلاما من الجرح وهم يعيدون بيانات السجل المدني في موقف وتوقيت ومنظر اذهل الجميع .وأعقبهم أبطال ملحمة الجوازات وهم يقفون ليل نهار لأجل استخراج الجواز بل كان الفوز العظيم بذلك الزمن القياسي الذي تم فيه استجلاب مصنع للجوازات من الخارج (في ظروف ادارية ومالية بالغت التعقيد)، لم نحس بعده ولا اثناء تركيبه اننا فقدنا مصنعا ضخما أومجمعات خدمية كانت تنتج مايفوق الخمسة الف جواز يوميا (مابين الجديد والتجديد وتغير المهنة وبدل الفاقد) .وعلي ذات النهج جاء المرور والذي سعي المخربون لاختراق نظم الادخال والمعلومات وسجلات المركبات ولكن عصي الامر عليهم فاتلفوا ما وجدوه امامهم من اجهزة وشبكات أعلنوا بعدها نهاية منظومة المرور، حتي صحونا علي خبر أن الادارة تعمل في برنامجها الروتيني العادي بالولايات الآمنة وكأن شئ لم يكن.خدمات تقدمها الشرطة تحت ازيز الدبابات و أصوت المدافع والرشاشات والتدوين العشوائي من المتمردين
وهم كلهم عزيمة علي مواصلة السير والعمل لاجل راحة المواطن وتامين ممتلكاته.صعوبات وعقبات ما زادوهم الا اصرارا وماإستزاد العدو منهم الا رهقا وحسرة.
كان وراء كل ذلك العمل الجبار والجهد الخفي رجل لا يعرف اليأس لقلبه سبيلا ولا الاستلام في روحه مكان ، رجل قاتل من موقعه ومع جنده في موقعة (الاحتياطي المركزي) الشهيرة والتي أصر علي البقاء والاستشهاد فيها حتي طلقة من سلاحه، لو لا خوف من معه من (سقوط الراية) وانها ستكون للعدو نصرا ومكسبا فخرج مكرها حزينا علي نية مواصلة المسير .ضابط مقاتل وجسور وقانوني ضليع و(تعلمجي) عركته ميادين كلية الشرطة ومراكز التدريب الموحد وقيادة فرق الاحتياطي المركزي التخصصية وهو يصيح فيهم ب(الزومة) ويردد قولتهم الشهيرة (عفشك بقج،نومك مجهجه ،محلك مامعروف) ذلكم المقاتل هو سعادة الفريق شرطة حقوقي/ خالد حسان محي الدين مدير عام قوات الشرطة السودانية وسيف الله المسلول ونعم (الخالد) انت .جلس الرجل علي الارض التي يحب الجلوس فيها ونثر كنانة افكاره ولبس لامة الحرب وشد العزم شحذ الهمم بعد ان فكر وقدر وقرر في أن تكون الشرطة في مقدمة خطوط الدفاع عن الوطن .دفاعا بالارواح ودفاعا بالخدمات ودفاعا بتأمين المواطن والبحث عن سلامته وأمنه وراحته رغم ظروف الحرب والتهجير القسري لكل او معظم المواطنين .ظل الرجل في تواصل عبر الزيارات الميدانية للخطوط الامامية مع قواته في ام درمان والشمالية ونهر النيل والنيل الابيض والابيض ودارفور داعما بالمتاح من امكانيات لاجل الوقوف مع القوات المسلحة والعمل معها في خندق واحد من اجل عودة الامن والأمان للوطن .كل القادة الذين عمل معهم سعادة الفريق/ خالد حسان او الضباط الذين عملوا معه او زاملوه يعرفون قوة عزيمة الرجل وحسن تدبيره ورأيه الراجح وافكاره النيرة التي تري بعين البصيرة في ادارة الامور عند الأزمات. ولك ان تتخيل رجل يحمل هم قوة فيها العاملين بالخدمة وفيها الشهيد وفيها الجريح وفيها المصاب وفيها المعاشي وفيها من له حقوق مالية دون المعاش وفيها من هم المرتبات والتي عجزت الدولة عن الايفاء بها لكثير من المؤسسات وفيها من الحاجة لميزانيات لمدخلات مواد خام للمرور والجوازات والسجل المدني وغيرها من الادارات التي تحتاج لمواد مستوردة ورغم زحمة تلكم التفاصيل تجده عقلا متقدا يدير الامر بيد المدير وعقلية وذكاء واستراتجية (القائد الملهم) .إن الظروف التي تعمل فيها الشرطة الآن تعتبر ظروفا معقدة التراكيب الأمنية والسياسية والاجتماعية واحس انها في احيان كثيرة تفوق درجة الخطر والحرب تسير نحو عام ونيف ومازالت مستمرة.اخي سعادة الفريق شرطة حقوقي/ خالد حسان محي الدين سر فلا كبا بك الفرس ونحن وانا نعلم مدي قدرتك علي قيادة المرحلة حتي تصل بنا لبر الأمان لتعود كل اسرة لبيوتها آمنة مطمئينة وتعود الحياة للاسواق وتقرع أجراس المدارس والمعابد ويرفع آذان النصر في كل زاوية ومسجد وعند كل صلاة يعقبه تهليلا وتكبيرا كيوم العيد فرحين بكم وبزملاءك الذين اعدتمونا لديارنا سالمين . . .ليتنا كنا نملك سوي الدعاء لدفعناه إليكم طائعين مختارين بكامل رشدنا وقمة وعينا وزروة سعادتنا وفرحتنا والحبور .سعادة الفريق/ خالد إن القادة العظام الذين سبقوك قد زرعوا لنا فأكلنا، وانت الان تزرع في تاريخ للشرطة ومجدا سيحصده الجيل القادم بإذن الله وتوفيقه .
حفظك الله الشرطة . . .حفظ الله الوطن .