د سابرينا المليجي تكتب … ليت الأمر بيدي

ليت الأمر بيدي..
سابرينا المليجي
*يقولون لايوجد طفل جميل وطفل غير جميل..بل يوجد طفلان..أحدهما داخل دائرة الإهتمام ..والآخر خارجها!
*في مواسم الإجازات ..يتضح ذلك جليآ..الأطفال خارج دائرة الإهتمام..كثيرآ ما نراهم يجوبون ..الشوارع العطنة..يحملون بأيديهم مصادر رزقهم الشحيح..يجوبون أزقة الأسواق..أو يتسولون قوت يومهم بين السيارات عند إشارات المرور.
*مسحة البؤس التي تكسو وجوههم الغضة..تفتح نفاج حزن عصي على إالإغلاق..تتسع عيناك المغرورقة بالدموع على الآخر.. ثم سرعان ماتستدرك عن كم (الرفاه ) ..الذي تعيشه بحياتك .. إذ هنالك ثمة الكثير من النعم تستوجب الحمد والشكر..
وحياتهم أيضاً ..تستوجب ذلك ..رغم أنها لم تكن محض اختيار.. إلا أنهم يمنحونك دروساً مجانية في تجاوز المحن والإبتلاء.
*قديمآ كانت الإجازة الصيفية..فرصة عظيمة لمعظم الأطفال..للبحث عن مصادر رزق في الأسواق القريبة من مناطقهم برفقة أهلهم أو بدونهم..وبعضهم ينخرط في تعلم بعض الأعمال والمهارات الصغيرة التي تناسب أعمارهم..يسترزقون منها لإعانة ذويهم ..وربما يدخرون المتبقي منهاا لتعينهم في شراء مستلزماتهم المدرسية..وتمنحهم بعض البراح لعيش زخمهم (الطفولي).
- قبل عقود لم يكن عمل الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون ..طالما كان الأطفال يخضعون لرقابة أهلهم ..وطالما كان عملهم ضرورة يبيحها (عُرف) المجتمع خاصة للذكور.. حتى يشتد عودهم ويتعلمون حسن التصرف وتدبير شؤونهم الخاصة ..وهم يتدرجون في مدارج (الرجولة)..حتى أن بعض المجتمعات الصغيرة في القرى والأرياف ..تعيب على الصغار جلوسهم داخل المنازل والتصاقهم الشديد بأمهاتهم..عملآ بفرمان (العيب)..
والخوف من المجتمع. - بمرور الوقت والكثير من التغيرات التي طرأت على (ديمغرافيا )..المدن والأرياف أصبحت الأسواق والطرقات..تتربص براءة الأطفال وطهرهم..وطرأت الكثير من الأحداث الجسام التي تستهدفهم فأصبح من الضرورة بمكان تغيير القوانين وسن التشريعات حول (عمالة) الأطفال بكل تصنيفاتهم ..وتجريم كل من يدفعهم لممارسة هذه الأعمال. خاصة وان الكثيرمن هذه الأعمال لا تناسب قدراتهم العقلية والبدنية.. وأصبح الشارع الأسود العطن..بيئة خصبة لاستغلال حوجتهم للمال ..خاصة الأطفال فاقدي السند والرعاية الأبوية أو الذين يقف الفقر والعوز حائلآ بينهم وبين طفولتهم الغضة.
*الأطفال النازحين من مدنهم وقراهم و
الذين تعرضوا للمعاناة في بعض مناطق النزاعات المسلحة بشكل خاص هم الأكثر عرضة للاستغلال والإساءات بجميع أنواعها..لذا فمن المهم نشر التوعية بين جميع فئات المجتمع حتى يتمكن الناس من معرفة الحقوق الأساسية للهم ..كما يجب تمليك الناس المعلومات المتعلقة بهذه الحقوق ونشرها على أوسع نطاق لتحقيق ما نادت به المواثيق الدولية لحمايةهؤلاء الأطفال من الاستغلال خصوصآ(الميثاق الأفريقي لرفاهية وحقوق الطفل).
*ما دفعني لكتابة هذه السطور..هو الندوب التي علقت بقلبي وذاكرتي من رؤية مسحة الحزن والبؤس التي رأيتها تعلو وجه الطفلة الصغيرة ذات الاثنا عشر عامآ..الآتية من إحدى مناطق الصراع ..هربآ من ويلات الإغتصاب والموت برفقة شقيقتها..قادتهما الظروف للعمل في المنازل بحثآ عن ملاذ آمن ودفء ولقمة عيش..صاحبة المنزل لطيب أصلها وقرب الفتاة من صغارها في السن ..أوكلت لها مهام صغيرة تناسب عمرها وتسمح لها بالجلوس لمشاهدة التلفاز متى ما انجزت مهامها..ولكن المؤلم أكثر أن بعض الذين تدفعهم مثل هذه الظروف للعمل في بيئات مختلفة يتعرضون لمواقف أكثر إيلاما من (ويلات )النزوح والصراع نفسها ..وياليت الأمر لو كان بيدي..ولكن ما باليد حيلة.