زيارة خاطفة لجوازت البحر الأحمر … ماذا هنالك ؟بورتسوان : محيي الدين شجر

زيارة خاطفة لجوازت البحر الاحمر … ماذا هنالك ؟بورتسوان : محيي الدين شجر
أشفقت على الادارة العامة للجوازات والهجرة بحي المطار بورت سودان وإدارة جوازات البحر الاحمر وهي تستقبل هذه الايام الاف مؤلفة يقصدونها لاستخراج جوازاتهم ..فيهم المريض وفيهم النساء والاطفال وفيهم الراغب في السفر على وجه السرعة وفيهم الطلاب الذين فقدوا جامعاتهم ويريدون الخروج بحثا عن جامعات في دول اخرى ..مشهد الجمهور داخل وامام جوازات البحر الاحمر هذه الايام اشبه بجمهور كرة القدم في مباراة نهائية للمريخ والهلال ..ولهذا اشفق على ادارة الجوازات وهي تتحمل مسؤولية هذا الجمع الكبير ..لقد ساقتني قدماي مع عدد من الصحفيين للولوج الى مقر الجوازات بحي المطار ببورت سودان امس الخميس ولقد هالني العدد الضخم من المواطنين حتى انني دون ان اشعر رددت بالدارجي المفردة المتداولة في السودان (قيامة رابطة) (اعمي شايل مكسر)والتي تعني جمع كبير من الناس في مكان واحد ..وطبعا سبب هذا التدافع الحالي وتلك الهجمة الشرسة على جوازات البحر الاحمر ان معظم سكان ولاية الجزيرة بعد دخول الدعم السريع اليها اختاروا بورت سودان لا غيرها لاكمال تعاملاتهم اضافة الى سكان مدن اخرى تأثرت بالحرب ..جميعهم يسعون الى استخراج جوازاتهم ..وفي تقديري ان الازدحام الحالي ان لم يكن يفوق الازدحام الذي كان عقب افتتاح مصنع الجوازات ببورت سودان فانه يعادله ..والزائر الى مجمع الجوازات ببورت سودان لابد ان يلحظ ان هنالك خطة عاجلة وضعتها ادارة الجوازات لامتصاص الصدمة عقب احداث مدني لانها توقعت لجوء الالاف الى بورت سودان الا وكانت ستتعرض الى موقف صعب للغاية .لكنها نجحت في استقبال كل هذا العدد بتنظيم دقيق ونجحت في ان تكمل اجراءات نحو عشرة آلاف مواطن يوميا حسب المعلومة التي تحصلت عليها من مسؤولي الجوازات وهذا نجاح يحسب للسيد مدير الادارة العامة للجوازات والهجرة اللواء شرطة حقوقي عثمان محمد الحسن دينكاوي وبقية ضباط وجنود الادارة ومدير الصالة العقيد الصادق الفاضل والذي كشف بانهم نجحوا بالنظام في ترتيب عملية استخراج الجوازات وبالتعامل الراقي والمحترم مع كل الناس ..لقد زرت مجمع جوازات البحر الاحمر قبل احداث مدني بايام حيث كان عدد طالبي الجوازات قد قل حتى فكرت في استخراج جوازات لاسرتي رضوخا لطلبها رغم انني لا افكر في مغادرة السودان شأني شأن كثيرين يستخرجون الجوازات من باب الاستعداد للسفر او لاكمال معاملاتهم بعد ان فقدوا بطاقاتهم ضمن مافقدوه من اشياء لا تحصى ولا تعد ..ولقد علمت من مسؤولي الجوازات انهم يتعاملون يوميا مع عشرة الاف مواطن وان المصنع ينتج حوالي ستة الاف جواز يوميا …كما طمأنوني بان كل مواد صناعة الجواز متوفرة ولا يشكون من اي عائق يعوق استخراجه ..واشاروا الى وجود ثلاثة منافذ لاستخراج الجوازات بمدينة بورت سودان اضافة الى ادارة جوازات بميناء سواكن ..ويقول احد المواطنين ل( سودان سوا ) انه فضل مجمع الجوازات بحي المطار لما يتمتع به من تنظيم دقيق حيث تنساب الاجراءات بسلاسة رغم العدد الكبير من المواطنين ..كما رصدت افراد الادارة لقسم خاص بالنساء والاطفال حيث يتطلب تصوير الاطفال بعض الوقت مقارنة مع كبار السن والشباب ..داخل ادارة الجوزات التقيت بمدير جوزات البحر الاحمر وبعدد من الضباط والافراد وهم يبذلون جهودا مضنية لاداء عملهم الذي يستمر حتى السادسة مساء بما في ذلك يوم السبت ..كما زرنا اللواء عثمان محمد الحسن دينكاوي مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة برئاسة قوات الشرطة والمشرف ميدانيا على أعمال الجوازات بمكتبه وسالناه عن مدى كفاءة المصنع والشبكة وعمل الجوازات بسفارات السودان بالخارج وحقيقة زيادة رسوم استخراج الجواز ..ولقد طمأن بان المصنع يعمل بصورة جيدة ولا مشكلات بالشبكة واوضح ان عمل الجوازات حاليا في أكثر من عشر سفارات بالخارج وانهم وافقوا كذلك على العمل في بعض الدول الاخرى مؤكدا بان الجوازات مستعدة دائما لابتعاث افرادها لاي دولة لكن الامر مرتبط بالخارجية ووزارة المالية ..كما نفى ان يكون قد سمع بزيادة قيمة استخراج الجوازات وقال لا علاقة لنا بالرسوم وهي خاصة بوزارة المالية ..ان العمل يسير بصورة طيبة للغاية رغم الزحام والتدافع الكبير ولكن ياليتهم يفكرون في ان تكون هنالك ورديات مسائية طارئة في يوم الجمعة تخفيفا للزحام وان تفتتح منافذ اخرى قريبة من المركز الرئيس ببورت سودان لتتم فيها الاجراءات منعا للتدافع الشديد او على الاقل تخصيصها لذوي الاحتياجات الخاصة ..وفي تقديري الخاص ان ادارة الجوازات نجحت بدرجة كبيرة في القيام بعملها بمنتهى المسؤولية والثبات في مواجهة هذا السيل الجارف من المواطنين . فلهم التحية ..