نيرمين قرقفي تكتب مقالا حزينا بعد عودتها من الهند

ياليت قومي يعلمون، عندما تمتزج الحسرة بالتمني والأمنيات وتختلط المشاعر بين الدهشة والخذلان لفؤاد عاشق لتراب وطنه اثقله حال أهله وبلده كما أثقل فؤاد أم موسي فراق ابنها.
ما دفعني للكتابة اليوم وأنا أتجرع كاسات المر تلكم الزيارة التي قدمت منها قبل أيام من دولة الهند الهند يا سادة تكتظ بكم هائل من التنوع الثقافي وحتي الديني ولعمري أن أمراض سوداننا الحبيب الذي أقعده منذ خروج المستعمر وإلي يومنا هذا هو فشلنا في إ دارة تنوعنا الجميل .. دولة الهند ورغم كل ذلك الإختلاف بينهم في الدين والسحنة والثقافة تحسبهم علي قلب رجل واحد كلا يعمل لأجل وطنه وكل منهم يعي تمامًا أن إختلافه فخر واعتزاز له وللآخر
شعب متسامح عرف كيف يتقبل الآخر فكان له ما أراد من نهضة وتطور رأيتها بأم عيني في كل أركان وجنبات بلادهم وفي كل المناحي من تعليم وصحة وبنية تحتية ذلك الشعب تخلص من أبغض الأمراض وأخطرها مرض الكراهية والعنصرية ورفض الآخر لمجرد الإختلاف شعب معلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى تركو أسباب وأمراض الخلاف وهرولوا للعمل والبناء .
حتي الأجنبي الذي تسوقه أسباب الحياة إلي بلاد المهاتما غاندي يجد نفسه منصهرًا دون تعقيدات في ذلك المجتمع المتحضر والمحترم ويتجاوز بكل يسر هواجس إختلاف اللغة و الثقافة و الدين وللعلم أنني خلال تواجدي في الهند قمت بزيارة جنوبها وشمالها وأماكن أخرى متفرقة ورغم المساحة الكبيرة التي تميزها لم أجد صعوبة في التجول بفضل الطفرة في وسائل التنقل في بلادهم إذ أن الطيران الداخلي في الهند رواية أخري تتحدث فصولها عن نهضة أمم وشعوب عملت من أجل بناء غد أفضل للأجيال القادمة فهنيئا لهم بما كسبت أيديهم وهنيئا لهم بما يصنعون
بكل معاني وكلمات الأسف والحسرة وبعد ان أدمي وأرهق التفكير فؤادي قبل عقلي خلصت لنتيجة مفادها أن ذات المقومات التي جعلت من المستحيل ممكن في الهند هي نفسها التي أقعدتنا وجعلتنا في مؤخرة الأمم والشعوب ويااااااااليت قومي يفقهون