نور نيوز تهني الكويت بعيد الإستقلال ال ٦٢ والذكرى ٣٢ للتحرير وتنشر كلمة السفير الكويتي د الظفيري في حفل الخرطوم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وأشرف الخلق أجمعين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد …

سعادة الاستاذ محمود سرالختم الحوري وزير التربية والتعليم

السادة أصحاب المعالي والسعادة حضورنا الكريم …السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إننا نتشرف اليوم بحضوركم ومشاركتكم لنا احتفالنا بالعيد الثاني والستين لاستقلال دولة الكويت والذكرى الثانية والثلاثين لذكرى التحرير. وإننا نسعد بهذا الحضور الذي يمثل كافة أطياف الشعب السوداني الشقيق، أفراداً وجماعات ومنظمات ومؤسسات.

الحضور الكريم ظلت السياسية الخارجية لدولة الكويت ثابتة ومتوازنة منذ استقلالها وهي مبنية على احترام المواثيق الدولية والقانون الدولي وحماية حقوق الانسان وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ولقد حرصت دولة الكويت على إقامة علاقات وثيقة مع الدول الشقيقة والصديقة في شتى أنحاء العالم بفضل سياستها الحكيمة في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية وسعيها الدائم إلى تحقيق الأمن والسلام في العالم، ولقد اثبتت الايام أن دولة الكويت ستظل مصدر ثقة العالم في نشر ثقافة السلام والتعاون بما يخدم امن واستقرار وازدهار المنطقة ودول العالم . إن التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الحالي، تحتم علينا التعاون والتآزر والعمل سوياً من أجل نبذ الصراعات وتعزيز الأمن والاستقرار ونشر ثقافة السلام واحترام الأفكار والعقائد، ومن هذا المنطلق، فإن الكويت تسعى مع كافة الدول المحبة للسلام لمواجهة التهديدات التي تحيط بالعالم، والعمل على تسوية الخلافات بالطرق والوسائل السلمية.الحضور الكريم … باركت دولة الكويت ومنذ اللحظة الاولي قيام مكونات المرحلة الانتقالية بتوقيع الاتفاق الإطاري في الخامس من ديسمبر الماضي، باعتباره خطوة في الطريق لتسوية سياسية شاملة تعيد السودان للمجتمع الدولي، وفي هذا الاطار اعربت الكويت على موقفها الداعم للآلية الدولية الثلاثية في تسهيل الحوار بين أطراف المرحلة الانتقالية وصولاً لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان.  كما أعربت الكويت عن استعدادها لتقديم المساعدات والمنح لدعم السودان في هذه المرحلة الحرجة وتقوية اقتصاده ليتجاوز أزمته المالية والمعيشية، متمنيّن لكافة أبناء وبنات السودان تحقيق ما يتطلعون إليه من أمن واستقرار ورفعة وازدهار، واستكمال تحقيق أهداف ثورتهم، وترجمة أحلامهم المشروعة بناءاً صلباً على أرض الواقع.الحضور الكريم… علاقات الكويت والسودان التي تدخل عامها الـ62 نقف هنا اليوم لنرصد تاريخًا ناصعًا لهذه العلاقات ونذكر بكل الاعتزاز والتقدير للسودان وشعبه أنّهم كانوا مع بلادنا منذ بدايات استقلالها، فقد تقاطرت الكفاءات السودانية إلى الكويت للمساهمة في بناء نهضتها، حيث وجَدت الجالية السودانية ولا تزال الاحترام من حكومة وشعب الكويت. قدمت الكويت والسودان مقترحاً للأمن الغذائي في القمة العربية الاخيرة بالجزائر، وذلك استشعارا من البلدين بأزمة الغذاء العالمي التي خلفتها الحرب في اوكرانيا، والمبادرتين لديهما افكار وتصور للتعاطي مع الامن الغذائي، والكويت في مبادرتها ترى ان السودان هو سلة الغذاء ليس للوطن العربي فقط بل وللعالم بأسره ، وهو البديل لحل الازمات، لذلك ترى الكويت أن توجه الجهود العربية من اجل استشراف فرص الاستثمار الزراعي والرعوي في السودان . وحول الدعم التنموي الذي قدمته الكويت للسودان نجد أن أولى مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية كان مع السودان لصالح مشروع سكك حديد السودان وتواصلت بلادنا مع هذا البلد الشقيق في مسيرة طويلة للإسهام في تنميته ونهضته بمشروعات وصلت ل28 مشروعا بقيمة تفوق المليار دولار. وقد ظلت الكويت تقدم الدعم لمشروعات البنية التحتية والمشروعات الاستثمارية المختلفة بما يعزز ارساء التنمية والتقدم في السودان الشقيق وكان اخرها اعلان شركة زين الكويتية للاتصالات عن ضخ استثمارات بقيمة 800 مليون دولار لاستثماراتها في السودان خلال السنوات الخمس القادمة. كما اكدت الهيئة العامة للاستثمار رغبتها في استكشاف فرص استثمارية جديدة في السودان بعد الزيارة التي قام بها معالي رئيس الوزراء المكلف/عثمان حسين، للكويت اوائل نوفمبر الماضي، والتي تم خلالها بحث تطوير العلاقات الاستثمارية وإزالة العوائق وتذليل العقبات أمام دخول الاستثمارات الكويتية.الحضور الكريم.. وفي الاطار الانساني وتقديرا لحجم المآسي التي تواجه بعض الشعوب الشقيقة والصديقة وعلي ضوء تبوأها مركز العمل الانساني في العالم فقد بادرت الكويت مع الدول الشقيقة والصديقة خلال ازمة السيول والامطار الغزيرة التي واجهت السودان الشقيق في سبتمبر الماضي بتقديم جسر اغاثي وغذائي وطبي تم توزيع هذه المساعدات على اكثر الولايات تضررا، وهو امتداد لعمل انساني بعمر علاقات البلدين من خلال العديد من المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني الكويتي نذكر منها الامانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة، جمعية الهلال الاحمر الكويتي الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، صندوق اعانة المرضي الكويتية، جمعية العون المباشر، منظمة الرحمة، وجمعية احياء التراث الاسلامي. ولا يفوتنا في هذا اليوم أن نرسل من جديد تعازينا الصادقة وتضامننا الكامل مع ضحايا كارثة الزلزال التي ضربت الاشقاء والاصدقاء في تركيا وسوريا وخلفت الآلاف من الضحايا والجرحى، وهنا أود أن أشير إلى ان دولة الكويت سيرت جسرا جويا اغاثيا بتوجيهات سامية متضمناً مساعدات وطواقم طبّية عاجلة كما ارسلت فرق بحث متخصصة، وكذلك اطلقت حملة اغاثية عبر بث تلفزيوني مباشر حصدت الحملة خلالها مبلغ 76 مليون دولار ليبلغ اجمالي المساعدات الكويتية نحو 100 مليون دولار. الحضور الكريم.. 

وفي الختام ندعو المولي عز وجل ان يوفقنا جميعا للعمل من اجل تطوير وتعزيز العلاقات الاخوية بين دولة الكويت وجمهورية السودان والدفع بها نحو آفاق رحبه من التعاون بما يخدم مصلحة البلدين ويحقق تطلعات شعبيهما الشقيقين.وكل عام وأنتم بخير …والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته …