من بريطانيا ، الناطق الرسمي الأسبق بإسم الشرطة د عمر عبد الماجد يكتب ( جميل بثينه ) في رثاء شقيقته

*جميلُ بثينه*

كانت بثينه كعبقِ الصّندل يمنحُ طيبهُ بكل الحواس قصدتَ النّول منه أم لم تقصد ،،،يجتاحك بعبيرٍ فوّاح يدومُ طويلاً ،،،كانت جميلةٌ تعشقُ الجمال وتصنَعه ،،،تكتنز لتعطي تتلذذ بالعطاء تهوي الاهداءتستمتع بصناعةِ الحلولوتسعد بنجاعتها تجيد التضحية دون منٍّوالبذل دون أذىوالتوجيه بلا شططواللوم دون مغالاة والنصح غير تحقيروالرفق في موضعهجميل بثينه ليس ذلك المتواتر في السرديات والحكايا لكنه( جميل بثينه) ذلك الجميل الذي ينتشر كالشعاع و يعم كالضياءيحتوي كحضن أمٍّ رؤومينساب كالنسيميتسرب كالضوءجميل بثينه ينالهُ كل الناس من اقصاهم الي أقصى ومن اعلاهم لاكثرهم عفافاً وزهداً(جميل بثينه) يأتيك صراح أو خفيةسعيت اليه ام لم تفعلجميل بثينه يحصل عليه من كان في دائرة تأثيرها بالغ الجاذبيةو ألقها المتدفقوحضورها الانيقوثغرها الباسمكانت تصنع الجمال …زياً تتزين به أخواتها وبنات الأسرة تروي الحكايات وتحيلها واقعا يمشي بين الناسحكايا ماخلت من ايثار ومنح وهبات وعطايا وتنسج غلالات الفرح وتطرز المودة كانت تربي الأجيال جنباً الي جنب كما تربي اخوانها وأخواتها وانجالهموكان إنتاجها طبيبتان زهرتان ناجحتان متفوقتان كيف لا وهي أيقونة النجاح والفلاح …كانت شديدة الجانب في شان التربية..لينة الجناح فيما سواهامهيضة ان اعتري أحدنا هم او سقم واضحة البيان مفوه وكاتبة وشاعرهنعم شاعرة تقرض الشعروتأثر الشعوروترعي المشاعركانت معلمه لكنها كانت مدرسة متكاملة بكل فصول السنة الندية علماً /وتقوى/ وعياً/ وبصيرةاغلقت هذه المدرسة أبوابها بمزلاج أبدي ولم يعد القبول فيها متاحا غير ان مناهجها مبذولة وروادها نوابغ يزينون الارجاء أينما حلووغرسها يانع يكاد ينطق (انا غرس بثينه اخلاقا وعلما)وشهاداتها حين شهدت السنة الحق قتيقنا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم( وجبت)*غابت* لتكون آيةكما كان حضورها آية*غابت* لتتكشف خفاياها الحميدة وخبيئتها مع الله وخلقهوزرعها النضيد المخضر المنتشر يعجب الزراع*غابت* لنجتر العبر نلتمس القبس نحو زمان مخيف ومهيب ومظلم *غابت* لنتأمل مسيرتها الباذخه وسفرها الثمينجميل بثينة يعرفه كثيرون وآخرون يعلمهم اللهالله الذي نرجوه ان يُحسن وفادتهاونتضرع اليه ان يُسكنها الفردوس الأعلى ونتوسل اليه ان يَغفر لهاونسأله ان يفيض عليها شأئيب رحمته بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم .وان كانت مهنتي قد عرفت بالانضباط والعرف العسكري بتحية الارفع رتبه فخلاصة عملي ومنتهي تقديري وعرفاني وامتناني وعرفانيأقدمه تحية عسكرية خالصه لارفع رتبه عرفتها/ بثينه ولا نقول إلا ما يرضى ربنا *انا لله وانا اليه راجعون

*اخوك المكلوم*

د.عمر عبد الماجد بشير*

مايو ٢٠٢٤