وجه الحقيقية..مؤتمر باريس، ولاءات البرهان، وصديق الحلو وأشياء أخري … بقلم إبراهيم شقلاوي

بالطبع ليست تلك المرة الأولى التي تظهر فيها باريس اهتمامها بالسودان. ففي مايو من عام 2021، عقدت قمة دولية شاركت فيها العشرات من الدول والمنظمات، وذلك تحت شعار( دعم الانتقال الديمقراطي في السودان) ومثّل السودان فيها رئيس الحكومة ان ذاك عبدالله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.. الا ان النتائج لم تعرف حتي الان.. بيد أن فرنسا ومعها الأسرة الدولية يستشعرون الخطر فيما يتعلق بالأجندة السياسية التي ظلوا يعملون عليها لاحداث تحولات جذرية في البناء السياسي والاجتماعي في السودان عبر ترجيح موازين القوي لصالح مجموعة( الحرية والتغيير) التي ينظرون لها انها تحقق رغبتهم في هذا التحول المنشود.

نظرت الحكومة السودانية للمؤتمر باعتباره لايخدم مصالح الشعب السوداني في الاستقرار ووقف الحرب حيث شددت ( الخارجية ) السودانية على أن تجاهل السودان فى هذا الاجتماع سابقة خطيرة فى العلاقات الدولية وان الاختباء خلف ذريعة الحياد مضر بالقضية السودانية ومعيق للحل.. وان المساواة بين الحكومة الشرعية وميليشيا إرهابية تمارس الإبادة الجماعية وأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان من شأنه تشجيع الحركات الإرهابية الشبيهة فى إفريقيا والشرق الأوسط على تصعيد أنشطتها الإجرامية.. كذلك أكدت الحكومة ومن واقع مسؤوليتها عن شعبها، انها سبَّاقة فى السعي لحشد الدعم الدولي اللازم لمواجهة الأزمة الإنسانية التى خلقها عدوان الميليشيا ورعاتها الخارجيين على الشعب السودانى، مشيرة إلى انعقاد مؤتمري جنيف ونيويورك، فى يونيو وأكتوبر من العام الماضى لحشد المساعدات للشعب السوادنى إلا أن نسبة الوفاء بالتعهدات لم تتجاوز 5٪ حتى الآن. وأكدت أن المطلوب هو الوفاء بالتعهدات السابقة بدلًا من تبديد الموارد والجهود فى عقد مؤتمرات جديدة، ربما يستغلها رعاة الميليشيا لإعادة تسويقها وغسل جرائمها، وتقديم الدعم لها تحت غطاء المساعدات الإنسانية.

يري المراقبين ان المؤتمر يعمل علي إعادة انتاج الأزمة السودانية من خلال إعادة تقديم قوي الحرية والتغيير للعالم من جديد بعد ان خسرت كثير من مبررات وجودها السياسي في الداخل السوداني بعد انحيازها الواضح لقوات الدعم السريع المتمردة_ رغم الانتهاكات التي مارستها في حق الشعب السوداني والتي تمت ادانتها عبر دول ومنظمات إقليمية_ .. و البقاء في خانة الظهير السياسي الداعم لها في جميع المحافل الدولية والاقليمية.

غيب الموت الاسبوع الماضي القاص والروائي الصحفي المميز صديق الحلو اثر علة الزمتة الفراش الابيض بمستشفي كوستي.. الرجل كان حازقا مجيدا لكل ما امتهنه او أسند اليه من مهام.. فجعنا جميعا في الوسط الصحفي والثقافي برحيلة.. ذلك الرحيل المر الذي سكت قلم مبدع ينبض بالمعرفة والسرد الشفيف الباذخ اصدق التعازي الى اسرتة الكبيرة والصغيرة والى الوسط الصحفي والثقافي على وجه الخصوص سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصدقين وحسن أولئك رفيقا.. وانا لله وانا اليه راجعون.
دمتم بخير… Shglawi55@gmail.com