
وهج الكلم
د حسن التجاني
مات الكتيابي ….!!
- لا حولة ولا قوة الا بالله…الموت حق ولا فرار من الموت ولكن صعب فراق الحبائب المخلصين الاوفياء .
- الفريق الدكتور ياسر الكتيابي من ضباط الشرطة الذين يمكن ان تقول عنهم كفاءات وقيادات وامكانيات
وعقول مارست مهنة الشرطة بجدارة …وكفاءة ومقدرة …اداروا الشرطة بادب الاصلاح والزمالة الحق . - الفريق ياسر كان ضابطا اسدا في قوته …وانسانا في حنكته وذكاءه كان مهندما صاحب هيبة وجبرة طيلة فترته وهو ضابطا كان حافظا لمقامات الشرطة ولم نشهد له قاشا مرتخيا ..كان يفهم العمل الجنائي كما كان يجب ان يكون…. ويفهم العمل الاداري كما هو مخطط له في الشرطة ….يجيد لغة الصمت كثيرا لانه مفكر ويجيد الحديث لانه متحدث محنك ومواكب ومثقف وحريص وحذر.
- مات الكتيابي بالقاهرة لم نلتقه ولم نكفر له مرضه الذي نسأل الله ان يجعله له كفارة وبردا وسلاما يوم السؤال.
- الفريق الكتيابي كان اخا ودودا محترما مستقيم السلوك عفيف اللسان كريم اليد معطاء …كان يعمل بفهم اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا ولاخرتك كانك ستموت غدا….عمل مخلصا لشرطته
حتي اقالوه وهو في عز عطائه وفي مجده الشرطي وهيبته ووقاره …لم نسمع منه اعتراضا علي اسباب اقالته ولم نقرأ له احتجاجا بل عرفنا انه غادر وهو راض انها ارادة الله والبشر هم السبب وكان توكله علي الله هو سر الرضا بالقضاء وتفاصيله. - خبر محزن وفاة دكتور ياسر ومؤلم حقيقة ولكنها ارادة الله اين نحن منها الذين نصطف صفوف الانتظار ولا ندري متي تنتهي بنا المرحلة .
- العميد شرطة عبد الغفار طه هو الذي نقل لي الخبر وهو الامنجي الذي لا ينقل متعجلا بل ينقل لك المفرح والمحزن ولكن بدقة متناهية فكان حزينا وهو يقول باسي دفين نعم ياسر مات فكان خبرا قاسيا علي نفسي فقط لاني اعرف ياسر جيدا ولكن اعلم تماما ان ياسر سيموت ونحن كذلك واخرون ايضا ينتظرون وما بدلوا تبديلا ولن.
- حرمتنا الحرب من وداعه الاخير …تبا للحرب وتبا لصانعوها…ومبتكروها وداعموها ومن هم علي شاكلتهم .
- لن يتوقف الموت بوفاة الفريق دكتور ياسر ولن تتوقف الحياة ولكن الفقد جلل ان تفقد عزيزا وكادرا مؤهلا اثره باق في كل مكان وزمان ترك بصمة واضحة في خارطة العمل الشرطي لن ينساها التاريخ ولن يمحيها الزمن بل ستظل ذكراه باقية في كل ذاكرة الزملاء في دفعته بكل ذكرياتها وتفاصيلها الدقيقة والعابرة وفي مخيلة طلابه الضباط بكلية الشرطة والمعاهد الشرطية ومكاتب الشرطة واقسامها في كل ولايات السودان والخرطوم وام درمان خاصة…ستظل سجلا حافلا يتداوله ضباط الشرطة الصغار والكبار يتعلمون من فراسته وملاحظاته وسياساته التي تركها بصمة واضحة وقيودا منيرة في دفاتر الاحوال وملفات العسكر ومحاكم وقضايا الشرطة….سيحملها التاريخ له شرفا لا يدانيه شرف.
- يسفك الدهر من ابنائه خيارهم ويظل يحفل بالقباح اللئام …هكذا هي الدنيا وهكذا هي الحياة لا يبقي فيها الا وجه الله الواحد الاحد …والقبيح عديم الذكري والذاكرة سيموت والحافل تاريخه بالمحاسن سيموت ولكن شتان مابين هذا وذاك …الشرفاء هم من سيبقون علي ذاكرة العقول اللاحقة يلحقونهم بالدعاء
والرحمة المطلوبة من عند الله والقباح اللئام هم من سينساهم التاريخ ويشملهم نسيان البشر لانهم لم يقدموا شيئا لانفسهم ابدا غير اللؤم وكأنهم سيخلدون . - وفاة الكتيابي نقص في الانفس التي خلقها الله نقية وفقد جلل لاسرته واسرة الشرطة وللسودان.
سطر فوق العادة:
التعازي لاسرته الصغيرة والكبيرة والكتياب جميعهم ودفعته في الشرطة
لقد فقدنا ضابطا وانسانا بقامة وطن ولكنها ارادة الله القائمة فينا الي يوم نبعث …هم السابقون ونحن اللاحقون ولا حول لنا ولاقوة وانا لفراقك يا ياسر لمحزونون .
(ان قدر لنا نعود)