كلمة وزارة الصحة الاتحادية للإحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز تحت شعار (لا إصابات لا وفيات لا تمييز مكافحة الإيدز مسئولية الجميع)

كلمة وزارة الصحة الاتحادية للإحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز تحت شعار (لا إصابات لا وفيات لا تمييز مكافحة الإيدز مسئولية الجميع)

في الوقت الذي تواجه فيه بلادنا مزيدا من الكوارث والاضطرابات والحروب، يأتي اليوم العالمي لمكافحة الإيدز ليذكرنا بضرورة مواصلة التركيز على جائحة عالمية أخرى لا تزال تلازمنا ْ ما يقارب الأربعين عاما منذ ظهورها. وقد كشفت البيانات المستمدة من برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة المكتسب(الإيدز) عن تعثر التقدم المحرز في التصدي العالمي للإيدز خلال الأعوام الماضية بسبب كورونا والأزمات العالمية الأخرى، حيث تقلصت الموارد مما عرض ملايين الأنفس للمخاطر. تم تصنيف وبائية الإيدز في السودان كوباء منخفض طوال العشر اعوام الأخيرة، حيث قدر معدل انتشار الإيدز وسط عامة السكان للعام2022 بحوالي 0,1%. ويقدر عدد الأفراد المتعايشين مع فيروس الإيدز في السودان لذات العام بحوالي 42,000 متعايش. نحتفل هذا العام ولم يبق أمامنا سوي سبع سنوات قبل حلول الموعد الأقصى لتحقيق أحد اهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 في ما يتعلق بإنهاء الإيدز باعتباره تهديدا للصحة العامة، باستخدام استراتيجيات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية القائمة علي الأدلة، واستراتيجيات الفحص والرعاية والعلاج المصممة خصيصا للوباء المنخفض وتتماشي مع السياق المحلي للبلاد، وتتم قيادة برامجها عبرافراد المجتمع. يأتي هذا الالتزام من اعلي مستوي حكومي حيث يتم تنفيذ الإستراتيجية القومية لمكافحة فيروس الإيدز على مستوى الحكومة والمجتمع. غير اننا ما زلنا بعيدين للغاية عن تحقيق غاياتنا وأهدافنا في الحد من انتشار المرض، فما زال ما يزيد عن نصف الحاملين لفيروس الايدز في السودان لا يعلمون بعد عن امر إصابتهم شيئا. حيث يؤدي طول فترة حضانة المرض الى الانتشار الهادئ للفيروس في أجساد المصابين، دون التسبب بأي اعراض او علامات مرضية لسنوات عدة، مما يقود الى تأخر أكتشافه. ثم انه، وحتى بعد ظهور اعراض وعلامات الإصابة، فإن وقتا ثمينا وباهظا يهدر في التجول على الخدمات الصحية بحثا عن التشخيص السليم. ثم يأتي بعدها الإنكار لوجود المرض، والتخوف من الاعتراف به خشية الوصمة الاجتماعية، فلا يتقدم المصاب لتلقى العلاج الا بعد استفحال المرض وتقدمه. فكان نتاج ذلك أن فقط ما يزيد قليلا عن ربع المتعايشين مع مرض نقص المناعة البشرية المكتسبة يتلقون العلاج المضاد للفيروس فيشهدون بوضوح تحسن صحتهم وقلة ترددهم على المستشفيات والمرافق الصحية، وعودتهم من جديد لحقولهم وفصولهم. بينما تظل الكثرة الغالبة دونما تشخيص أو علاج. بسبب الحرب في السودان الالاف من مرضي الإيدز اليوم منقطعين عن العلاج مما يلزم بزل الجهود في إيجاد المرضي وضمان استمرارهم في العلاج لكي لا يعانوا آثار الإنقطاع في المستقبل القريب إن وزارة الصحة تجدد التزامها بألا تتدخر جهدا من أجل مساعدة الناس للوصول لخدمات الفحص والعلاج، والحصول عليها، والتصدي لأوجه التفاوت، كما تجدد التزامها بتوفير خدمات نقل الدم الآمنة، والايفاء بمتطلبات مكافحة العدوى والتخلص السليم من النفايات الطبية، وتقديم خدمات منع الانتقال الرأسي للفيروس من الام المصابة الى جنينها، كونها عناصر لا غنى عنها في مكافحة المرض. ينبغي الا يمنعنا الإنشغال بالأزمات عن مواصلة تقديم أفضل الخدمات لاولئك الذين يحتاجون اليها، علينا ان نعمل جمعيا يدا بيد لجعل خدماتنا قوية ومتواصلة خصوصا في الاوقات الاستثنائية، من اجل بلوغ التغطية الشاملة والقضاء علي الايدز. .