
دفع الله الحاج رئيسا للوزراء
بقلم تاج نيام
قرأت قبل ربع ساعة (15) خبر نفي في أحد القروبات من احد المتداخلين قال :
من مصادر عليمة لم يتم ترشيح السفير دفع الله للمملكة و بالتالي يبقي الخبر المنشور اشاعة حتي الان)
كتر الله خيرك علي النفي.
و لكن جاء في خاطري الرجل الموقر والدبلوماسي المؤثر الفصيح البليغ بثلاث لغات عالمية، ابن سنار الذي بدا التاريخ من “هناك”
لماذا لم يرشح رئيسا للوزراء بدلا من السفارة؟
و لكن ربما بعض القراء لا يشاركونني، لانهم لا يعلمون حتي القليل الذي اعلمه عن السفير.
لذلك فقط قررت مشاركة القراء موقفين يعكس معدن الرجل وقدراته .
اولا:
عين سعادة السفير الوكيل مبعوثا خاصا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان.
في اسوأ ظروف من تاريخ السودان الحديث. و اعتقد اختياره من ضمن 40 مليوم مواطن سوداني، كان ليس بالامر السهل ، و لكن وفق فخامة الرئيس البرهان في ذلك، فهو احد افضل بني السودان.
و للحقيقة والتاريخ سعادته من غير الاحداث علي الواقع خاصة الوسط الاقليمي والدولي و الاعلامي.
فهو اول صوت بعد المحاولة الانقلابية العسكرية الفاشلة يومي( 13-15) ابريل 2023.
نقل للعالم ان الذي حصل في السودان، محاولة انقلابية قاده نائب رئيس مجلس السيادي بقصد الاستيلاء علي السلطة بقوة السلاح، وليس صراعا علي السلطة كما تناقلته الاعلام.
و كان ذلك النقطة التي هزت و غيرت مواقف كثير من الدول و المنظمات و حتي الشعب السوداني الذي يسمع ان هناك صراع بين جنرالين.فالمبعوث السفير طاف علي دول الجوار واامنطمات القارية والدولية و نقل لهم الحقيقة المجردة كل بلغتة الذي يفهمه.
و علي ذلك التغير بني و عزز سعادة نائب رئيس المجلس الفريق مالك عقار عقب تعينه نائبا للرئيس.
ثانيا:
و اتذكر في زيارة ممثلين لحكومة السودان( الحكومة المركزية والسلطة الاقليمية و مكتب سلام دارفور)
لتنوير الامين العام للامم المتحدة عندئذ السيد/ بانك كي مون، عن مؤتمر المانحين عن اعادة اعمار وتنمية دارفور المزمع عقده في الدوحة. قطر عام 2013(عقد بالفعل)
اتذكر تم تحديد موعد للاجتماع بالامين العام السيد بانك كي مون.
و عندما وصل الوفد مكتب الامين العام قبل موعدنا المضروب تخوفا من زحمة نيويورك ( مقرالامم المتحدة)، و جدنا مكتب الامين العام غير اللقاء بوكيل الامين العام بدلا من الامين العام بحجة التزامات طارئة للامين العام.
وافق مرافقنا علي ذلك التغير ، و تبقي فقط خمس دقائق من اللقاء عندما وصل مندوب السودان في الامم المتحدة السفير دفع الله و بلغوه بالتغير الذي حصل.
رفض رفضا قاطعا واسرع الي مكتب الامين العام وقال بلغته الانجليزية الرصينة “ تم تحديد الموعد مسبقا و بموافقتكم مع الامين العام و هذا وفد وزواري، عندكم خيار واحد لا غير:
- اما ان يقابل الوفد الامين العام للامم المتحدة، او
- العودة الي السودان.
و زاد هذا عدم احترام لوفدي الوزراي، و لبلادي السودان.
ليس هذا فقط، زاد وقال و بلغة حادة وحاسمة:
You have ten(10) minutes to decide,for the ministers are not going to stay more than that.
عندكم فقط عشر دقائق لتحديد الاجتماع، و لعلمكم وفدي الوزراي لا ينتظرون اكثر من ذلك.
حاولوا اثناءه ولكن رفض وقال؛ منذ البداية كان ممكن يكون مع وكيل الامين العام، اما الان فلا.
تشاورا سريعا و جاء رئيس مكتب الامين العام وقال: خلاص للوفد خمس عشرة دقيقة(15) مع الامين العام.
وافق سعادة السفير المندوب نيابة عنا. و دخلنا مكتب الامين العام وقضي معنا (39) دقيقة ضعف الزمن الذي وافق عليه.
شخص بهذه المواصفات والقدرات والعلاقات والدولية
و الاقليمية والمحلية وهو صاحب تجربة وعلم و لغة و فهم لعلم العلاقات الدبلوماسية الدولية،ونحن في هذا الظرف في حاجة لشخص يواصل ما عنده، و ليس شخص جديد يتلمس و محتاج لعام او عام و نصف حتي يخلق علاقات محدودة مع المجتمع الدولي و الاقليمي والمحلي.
سفراء السودان والله نجوم في اي موقع وهم ”البنسلين” يدواي او يخفف الالم لحين الفحص وتحديد المرض.
انظروا الي السفير الوزير الرجل المحترم مانيس وقارنوه بخلفه خالد سلك.
و راجعوا الدفاع المستميت لممثل السودان في الامم المتحدة السفير الحارث و نائبه الدكتور السفير معاوية “يملوا العين” ما شاءالله
السفير دفع الله رئيسا للوزراء . تاج الدين بشير نيام
باحث في الشؤون الدولية الدبلوماسية والامن الانساني
19.09.2023
06.03.1445