اللواء شرطة محمد الحسن جادالله يكتب عن الشهيد العقيد شرطة جاسم عثمان

*💥بسم الله الرحمن الرحيم*

*💥إلى جنات الخلد اخي الشهيد العقيد شرطة مهندس جاسم عثمان احمد عبد الكريم جدى*

*💥يقول تعالي (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ (١٥٣) وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ (١٥٤) وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ (١٥٥) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ (١٥٦) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ (١٥٧).سورة البقرة* *💥إستشهد صبيحة الامس السبت التاسع من سبتمبر ٢٠٢٣ الأخ الحبيب العقيد شرطة جاسم عثمان بيد الغدر و الخيانة تتر ومغول هذا العصر الجنجويد عندما كان جاسم و مجموعة من الزملاء وشباب ام بدة يتعقبون عددا من الجنجويد الذين إقتحموا احد المنازل المجاورة لمنزلهم بأم بدة الحارة الثالثة* ٠ *

💥نشأ وترعرع الشهيد جاسم بام بدة بمدينة ام درمان تلقي تعليمه الابتدائى و المتوسط و الثانوي فيها، التحق بجامعة السودان للعلوم و التكنلوجيا كليه هندسة الحاسوب وعلوم الإتصال تخرج فيها بتقدير جيد جدا* ٠ *💥والده كان يعمل بالهيئه القومية للكهرباء نسأل الله أن يمتعه بموفور الصحة و العافية و والدته كانت تعمل موظفة بهيئة البريد و البرق و الهاتف ،إنتقلت لجوار ربها في العام ٢٠٠٨ لها الرحمة والمغفرة* ٠

*💥إلتحق الأخ الباشمهندس جاسم بالشرطة نهاية التسعينات ، يعتبر الشهيد من اوائل الضباط المهندسين في مجال الحاسوب و علوم الإتصال بالشرطة من البارعين و المتفوقين في هذا المجال كان له القدح المعلى في تطوير العمل التقني وعمل الحاسوب في الكثير من الإدارات ، من الضباط القائدين للتحول الرقمي لوزارة الداخلية*

*💥بدأ حياته العملية بشرطة ولاية الخرطوم ترك فيها بصمة واضحة في شبكات اجهزة الراديو ، عمل بإدارة شرطة النجدة وكان ضمن الضباط المؤسسين لغرفة ٩٩٩ التي تم افتتاحها في عهد السيد الفريق اول محجوب حسن سعد مدير عام قوات الشرطة آنذاك ، ثم إنتقل للعمل بقيادة قوات الإحتياطي المركزي ، جاب كل المناطق والقطاعات في كل ارجاء البلاد بتركيب وتشغيل أجهزة الراديو طويلة المدى التي لعبت دورا مهما في نجاح كل متحركات الاحتياطي المركزي ، قام بتمليك اجهزة حاسوب باقساط مريحة لكل ضباط الاحتياطي ، ثم إنتقل للعمل بالإدارة العامة للسجل المدني كان من فريق العمل المؤسسين للإدارة ، ثم إنتقل لشرطة ولاية الخرطوم مرة أخرى ، عمل على تأسيس غرفة السيطرة والتحكم المركزية ، وتركيب كاميرات المراقبة بالشوارع وربطها بالغرفة ، وسعي لحوسبة العمل الجنائى ، وفتح البلاغ الإلكتروني كانت البداية بالقسم الشمالي الخرطوم.*

*💥إنتقل للعمل بالإدارة العامة للمرور مديرا لفرع الإتصالات وتقانة المعلومات ، أشرف على تطوير نظام المرور الحديث ترخيص المركبات ، و رخص القيادة ونظام الرادار ونظام التتبع الآلي للمركبات وتركيب كاميرات المراقبة وربطها بغرفة الثلاثة ٧ ٧ ٧ ، كان طموحا و مبادرا و مثابرا و مبتكرا و خلاقا و مواكبا لمستجدات عمله الفني.* *

💥عمل أيضا بالإدارة العامة للسجون و الإصلاح ، اعد مع ثلة من الزملاء مشروع حوسبة السجون وهو مزيج بين جمع تفريعات الحوسبة المختلفة من نظم واتصالات وبنية تحتية وتكنولوجيا متقدمة يحتوي على قاعدة بيانات مركزية بها جميع بيانات السجناء بمختلف تفاصيلها كبصمة الأصابع وبصمة العين مزودة بكاميرات ذكية للتعرف على صور الوجه لمراقبة المداخل و المخارج مع بوابات إلكترونية حديثة عبر شبكة إتصالات موثوقة ومؤمنة و مستقرة تجمع في مركز بيانات قياسي لكن مع الأسف لم يرى المشروع النور* ٠

*💥أيضا عمل بالإدارة العامة للجوازات وكان من ضمن المهندسين المشرفين على تنفيذ مشروع حبابك عشرة لتقديم خدمات الشرطة عبر تطبيق الموبايل الذي يشمل خدمات ( الجوازات ، السجل المدني ، المرور ، الأدلة الجنائية )*

*💥عرف الأخ جاسم بالكرم و الجود و مكارم الأخلاق كما عرف بالتميز و الإبداع، لم يكن مبدعا في مجاله فحسب كان إجتماعيا من طراز فريد ينشر الود و المحبة و الإلفة في كل إدارة عمل بها ، تنقل في العديد من إدارات الشرطة، كان شعلة من النشاط و الحماس،والغيرة و المهنية محبا للشرطة بشكل خيالي هي عشقه و بيته وداره وأهله و عشيرته ، إكتسب بحسن خلقه ورقة مشاعره علاقات واسعة فصار محبوبا و مهضموما من رؤساءه و مرؤسيه كان جل وقته للعمل ، يسعي دوما لتكون الشرطة في الطليعةو المقدمة* ٠

*💥وفي المساء يرتاد المنتديات والندوات التي تتناول سيرة الشرطة و مسيرة قادتنا الأجلاء السابقين ، كان يقوم مع ثلة من الزملاء بزيارات لبعض رموز الشرطة من المعاشيين* ٠ *

💥كنا نداعبه كثيرين نحثه على الزواج و نرشح له بعض الحسان تارة من الزميلات و تارة من الأهل و المعارف ، لكنه يلاطفنا بابتسامته الساحرة ولسان حاله يقول انه إختار شريكته من الحور العين.* ٠

*💥الشهيد جاسم ليس فقدا لأسرته فحسب ، بل فقد كبير و مصاب جلل للشرطة التي كانت ترى فيه حلمها لمستقبل زاهر و زاخر بكل جديد مبتكر من تكنولوجيا العصر ، وهو فقد جلل لأصدقائه و زملاءه ومحبيه الذين فاضت أعينهم حسرة و الما على فراقه لشبابه الغض النضير* ٠

*💥اخي الحبيب جاسم ان رحل جسدك الطاهر من هذه الفانية ، فانك باقي بيننا بين الحنايا والضلوع ، ستظل صورتك المليحة الوسيمة عالقة باعيننا وأذهاننا ما حيينا ، وصوتك الدافي الحنون يرن و يداعب آذاننا ما بقينا على الفانية* ٠ *💥فهنيئاً لك الشهادة و هذا الاصطفاء و روحك ترفرف في أعالي الجنان في حويصل طير خضر.* *

💥اللهم إنا نسألك بأسمك العظيم الأعظم ان تتقبل شهادته وأن تغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه يا الله من الخطايا و الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس يارب العالمين* *💥اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا يارب العالمين* *💥اللهم أخرجه من ضيق اللحود و مراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود واحشره يا الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا* *💥اللهم أجعل الجنة متقلبه و مأواه و عوض شبابه الجنة اللهم اربط على قلب و الده وإخوانه و أسرته و زملائه والزمهم يا الله الصبر و السلوان* *💥إنا لله وإنا إليه راجعون* *

💥اخوك المكلوم*

*💥محمد الحسن جادالله منصور*

*٢٠٢٣/٩/١٠م*