الفريق محمود قسم السيد ينعي صديقه أبوساطور ، والصحفية هادية صلاح مدني تحكي عن مواقفه معها

بماذا أرثيك ياصاحبي..؟؟!!

بدمع ٍ قد تحجّر في المحاجر..!!

أم بآهات ٍ مُتنَ في الحناجر..!!

أم يا ترى أرثيك بتراب ٍ ..!!

أهيله على جُثمانك الطاهر..!!؟؟

تواريت عن الورى تحت الثرى..!!

والزوايا تناديك..!!والأماكن..!!وتناديك المناظر..!!

أعلم بأنك لم تعد تستطيع سماعنا..!!ولكنه صدى بوح ٍ ..!!قد تردد في كل خاطر..!!

هاهو هول الصدمة قد مزّق جدران صمتي..!!فتفقست أحرفي من فم قلمي..تبوح ببكاءك اليوم وتجاهر..!!

لم يعد للأماكن طعمٌ..!!ولم يعد للنوم رائحة..!!وكل الأشياء قد فقدت قيمتها..!!

حتى المعاني..!!لم تعد تحتويها الدفاتر..!!أراك في كل الوجوه..ترقبنا..!!وأرى الوجوه فيك تنعى حزننا..!!

أحس بوجودك قربي..!! ..كعادتك..!!أنت مهما تحدثت عنك ياصاحبي..!!أكاد لا أحصي فيك المآثر..!!

يتوه الصوت صمتاً..!!وتنطمس الآحرف وتضيع..!!

والدموع تتوارى خجلاً خلف نظارتي..!!وتنكسر الآهات على جدار الحزن ..!!وما لها بعد الله ياصاحبي ..من جابر..!!

اخوك وصديقك فريق محمود قسم السيد محمود

نسوانيات

هادية صلاح مدني

الراحل الفريق شرطة اب ساطور ضابط لا يعرف المستحيل رن جرس هاتفي النقال واستيقظت منزعجة لان الساعة كانت تشير الي الثانية عشر بعد منتصف الليل ولابد ان يكون هنالك امرا.. جللا .حدث…وعندما نظرت الي شاشة الموبايل وجدت المتصل المرحوم سعادة الفريق شرطة سر الختم عثمان نصر وكان في ذلك الوقت برتبة العميد ومديرا لشرطة محلية كرري تاكدت بالفعل ان هنالك حدثا هاما رفعت الهاتف ورديت عليه وقال لي بالحرف الواحد /انا عارف الوقت مزعج لكن في انجاز كبير لازم تقومي بتغطيته الان والعقيد فيصل في طريقه اليك بعربة الدورية لتوصيلك ذهابا وايابا لنضمن سلامتك/ ولانني اعلم ان الراحل المقيم المقيم سر الختم عثمان نصر او كما يحلو للبعض بمناداته/ ابو ساطور /رجل لا يعرف المستحيل في عمله فكان لابد من النهوض وتجهيز نفسي والاستعداد لعربة الدورية القادمة وكنت في قمة سعادتي لانفرادي بسبق مابعد منتصف الليل الصحفي بعد ربع ساعة بالظبط من محادثة سعادته توقفت عربة سعادة العقيد امام المنزل واتجهنا صوب رئاسة شرطة محلية كرري وجدت العميد سر الختم في قمة نشاطه وحيويته فهو من ضباط الشرطة المهمومين بامن وسلامة المواطن ليس لديه زمنا محدد لانهاء عمله والخروج من مكتبه فهو يعمل فجرا ونهارا وليلا لا يهدا له بال الا بتسديد البلاغات التي امامه فهو من دفعة لا تعرف المستحيل والانهزامية ابتسم ابتسامة عريضة وقال لي حرفيا/عارفك بتجي مابتخذليني لانك بتحبي شغلك / واتجهنا جميعنا الي قسم شرطة غرب الحارات وقال لي بانه مبسوط جدا اليوم من عساكر دوريته والعقيد فيصل وكان حينها رئيس دائرة الجنايات بشرطة محلية كرري وهو من الذين حاربو الجريمة بقسم شرطة غرب الحارات ردحا من الزمن فقد تمكنت الدورية من مطاردة صاحب ركشة يحمل جوالات داخلها كميات ضخمة من قناديل البنقو وحاول الفرار الا ان الدورية تمكنت من اللحاق به والقبض عليه وضبط جوالات البنقو ويوصولنا لقسم الشرطة وجدت جوالات البنقو والركشة والمتهم سائق الركشة وهو في حالة من الذهول والحزن والندم وقال ان احد الموطنين هو من قام بتاجير الركشة مشوار لحمل هذة الجوالات واعطاه ثمن المشوار وهو لا يعرف ما بداخلها واتضح انه تاجر مخدرات وظل يتصل به منذ لحظة القبض عليه ولا حياة لمن تنادي فقد علم تاجر المخدرات بوقوعه في يد الشرطة وقام بقفل جواله قمت بتصوير الركشة والبنقو المعروضات وكتبت الخبر كاملا واعادني العقيد فيصل وعساكره الي منزلي معززة مكرمة ونهضت باكرا الي الصحيفة ونشرنا الخبر في اليوم الثاني بالمانشيست العريض وكان لا يخلو من الاشادة بهذا المجهود والانجاز الكبير هذا نموذج من انجازات سعادة الفريق شرطة عثمان نصر /ابو ساطور/ الذي لا يغمض له جفن وهو يحرس المواطنين ويحرص علي امنهم وسلامتهم افني حياته وارهق جسده النحيل وهو يطبق شعار الشرطة في خدمة الشعب علي ارض الواقع.وعلي الصعيد الخاص كان رجلا صاحب كاريزما وحضور …طيبا…..بشوشا لم يزيده تدرجه في الرتب العليا الاتواضعا…زاهدا…غيورا علي عمله…مخلصا …متفانيا الحديث عن البطل الراحل يطول ….وانا لفراقك لمحزونون ايها الاخ الكريم كفيت واوفيت خدمة للمجتمع يحسب ذلك في ميزان حسناتك باذن الله ولا نقول الا مايرضي الله الحمد لله …اللهم ارحمه واغفر له بقدر ما قدم وبذل واعطي وانا لله وانا اليه راجعون