الإعلامي القطري محمد اليافعي يكتب مقالا مؤثرا عن ما بعد كأس العالم ٢٠٢٢

مع ختام بطولة كأس العالم الذي استضافته بنجاح مبهر بلدنا العزيز فان النفس تواقه للحديث عن انجازاته واستذكار احداثه وتوجيه الامنيات للملهمين وصانعي الحدث.نستذكر هذا اليوم الذي نرى فيه انظار العالم ترنوا الى قطر العز والاباء التي تحتضن اكبر حدث رياضي عالمي.احتضنت ملايين البشر على مدار شهرا كاملا متوسدين ارضها النقية ومتلحفين بأمنها وأمانها، ومستلهمين قيم الاصالة والكرم، ومرتوين بفطرتها النقية ودينها العظيم الذي ظل سياج أمن يحمي كل من دخل قطر، ومن دخل قطر كان آمناً.نستذكر ذلك الابهار الذي وقف العالم امامه مشدوها، ابهار لا يضاهيه ابهار من سبقة في عالم الرياضة وكأس العالم، شهد له من كان يوما مشككا ومنكرا قدرة دولة قطر على تحقيق ذلك ناهيك عن المنصفين الذين رأوا عظمة ذلك الحدث.سنوات معدودات كانت كفيلة ببناء صروح الحضارة الانسانية الواعدة والقادرة على توفير كافة المقومات لانجاح استضافة الحدث الرياضي العالمي الابرز.نستذكر من ألهم النفوس وايقض الهمم وشمر السواعد وخطى الخطوة الاولى مقتحما جدار الاماني ورافعا سيف الطموح متكئاً على إرثٍ نقيٍ من الثقة والتوكل على الله وشعبا وفيا صادقا فرفع بيده الكريمة نجاح الملف القطري باستضافة كأس العالم 2022، نستذكر سمو الامير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني الذي رسم الخط ووجه الدفة، فسار الفريق على نهجه القويم وعزيمته التي لا تلين، فمخر عباب البحار المتلاطمة على مدار اثنى عشر سنة حتى وصل الى شاطىء الامان.نستذكر سمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني امير البلاد المفدى والذي حمل الامانة وتسلم الدفة وقاد السفينة متسلحا بقيم الحق الذي ظل نجما بازغا في ليل الباطل ليهتدي به التائهون ويعودون الى رشدهم الذي ظلله أهل الضلال بتروهاتهم المقيتة والمبنية على الفجور والعنصرية.وقف لهم كالجبل الاشم الذي صمد في وجه العواصف الجامحة، والامواج المتلاطمة، فكسرها بثباته المستمد من جذوره التي ترتوي دينا قيما، واصالة راسخة، وآباء مؤسسين، لا يقبلون الضيم ولا يتركون حقهم ويدفعون الظلم عن غيرهم، جذوره تمتد الى بلده التي نقش اسمها كعبة المضيوم.نستذكر سمو الشيخ جاسم بن حمد ال ثاني الممثل الشخصي لسمو الامير، نستذكر الدور الكبير الذي قام به ووقف على كل صغيرة وكبيرة في هذا المنديال، شمر على سواعده ونزل بعده وعديده الى ميدان التحدي، ترك ورائه كل التروهات التي تقال هنا وهناك، واجه العواصف التي هبت واستبدل الاشرعه التي انكسرت، وجدد السفن التي غرقت، وعالج الجراح التي نزفت، سابق الزمن بجهوده للوصول الى ميناء الانجاز وفق خطط مرسومة ونتائج موعوده.سنوات انخصمت من مقياس الزمن، لهبوب العواصف المظلمة، التي غشى ظلامها مسار الخطط المرسومة وبات تهديدا يحرق اشرعة السفن السيارة، وبالرغم من ذلك التهديد الذي كان محنة حقيقية نجح سموه بعون الله الى تحويل المحنة الى منحة ضاعف من خلالها العمل وتسريع الانجاز وتحقيق الاهداف.اثنتى عشرة من السنين انقضت، تركت وسماً على جبين الزمن، وكسرت أنوف الحاقدين والمتربصين، واغرقت سفن القراصنة، وتجلى بهائها عرساً عالمياً ، زينته ابتسامة رضى من مثلث الانجاز لمع بريقها في عيون العالم فعمت الفرحة كافة الميادين في اصقاع الدنيا وتضاعفت ورقصت طربا على انغام الابهار الذي كان وعدا قطريا فتحقق.